كفر مندا الموقع وأصل الاسم
تقع قرية كفر مندا في الجليل الأسفل على الطرف الشمالي من سهل البطوف , ترتفع عن سطح البحر 170م تبعد عن صفورية نحو 9 كم وعن الناصرة نحو 16 كم وعن شفاعمرو نحو 15 كم وعن تل أبيب 91 كم واقرب القرى إليها قرية الضميدة 4 كم التي اعتُرف بها عام 2003. تحيط بأراضي القرية أراضي قرى كوكب , سخنين , صفورية وعبلين إضافة إلى المستوطنات القريبة حانتون , يودفات .
- يبلغ عدد سكانها قرابة (17000) نسمة وجميعهم من المسلمين.
مصدر الاسم :
هنالك اختلاف في تفسير الاسم وتضارب في الآراء . لكنها جميعها تشير إلى بلدة كانت عامرة بأهلها عبر حُقب تاريخية امتدت طويلا .
المصادر العربية: الجغرافي المسلم الشيخ الإمام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت الحموي, زار البلاد عام 1230م كتب في كتابه الشهير معجم البلدان "قرية بين عكا وطبريا بالأردن يقال لها مدين المذكورة في القران الكريم , وفي كفر مندا قبر صفراء زوجة موسى عليه السلام وبه الجب الذي قلع الصخرة من عليه وسقى لهما , الصخرة باقية هناك إلى الآن وفيه وُلِدَ ولدان ليعقوب يقال لهما أشير ونفتالي" ( 1 ) وفي موضع آخر يعود ويؤكد الرواية وقيل مَدْيَن هي كفر مندا من أعمال طبريا وعندها أيضا البئر والصخرة وقد ذكر ذالك في كفر منده وقال كثير:
رهبان مدين والذين عهدتهم
يبكون من حذر العقاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت حديثها
فروا لغزة رُكعًا وسجودا ( 2 )
أما الجغرافي المسلم فضل الله العمري زار القرية عام 1344 م كتب عن قبر تسيبورا بنت شُعيب في كفر مندا , هنالك من لا يتفق من ناحية جغرافيّة وتاريخيّة مع القول بأن
كفر مندا هي مدين بعينها لان النبي موسى لم يدخل هذه البلاد , وكذلك شعيب وقومه,
-------------------------
1- ياقوت الحموي , معجم البلدان جزء 4 صفحة 471
2- ياقوت الحموي , معجم البلدان جزء 5 صفحة 87
والأرجح أن مدين تقع في الأردن بين معان والعقبة على بعد 125 كم للجنوب من العقبة على البحر الأحمر وتعرف اليوم باسم واحة البدع . ( 1 )
المصادر الرومانية : كفر مندا هو تحريف من menat أي قسمة ونصيب ومعناها الاله ( اله القسمة والنصيب ) أو تعريف اللفظ الإغريقي ( mandra ) ومعناها حظيرة الغنم أو مكان رهبنة وتعبد وتنسك ( 2 ) .
و kfar mandi قرية رومانية وكفر مندا اليوم تقوم على أنقاضها ( 3 )
المصادر العبرية : المصادر العبرية تجزم بان كفر مندا ذات أصول يهودية صرفة ولها مكانة وذكر في التلمود وتدحض الرواية العربية بان القرية لها صلة بمدين بلد النبي شعيب عليه السلام ( 4 ) .
إن اسم القرية على اسم الكاهن اليهودي يسسخار مندي יששכר מנדי وفي التلمود البابلي ذكر الراب يوسف منداه ( 5 ) وبعد التمرد اليهودي على الرومان عام 70 م القرية لم تدمر كما شهد المؤرخ يوسف بن متتياهو ( 6 ) وتشير المصادر اليهودية أن كفر مندا أو كفرمندي كانت بلدة يهودية حتى الفتح الإسلامي للبلاد عام 640 , بل إن القرية كانت مزارا ومقرا لرجال الدين اليهود الكبار الذين عاشوا ودفنوا في القرية مثل : يسسخار مندي יששכר מנדי, شمعون بن جامليئيل רבי שמעון בן גמיליאל, يوسي دمنداه .רבי יוסי דמנדאה
خلال فترة حكم المماليك والحقبة الصليبية لا يوجد أي تأكيد أن اليهود استوطنوا القرية ( 7 ) ولعل السبب يعود إلى وجود اعتداء متكرر من قبل قطاع الطرق والمسلحين على السكان وفقدان الأمان بسبب ضعف الحكم المركزي وموقع القرية الذي يربط المنطقة مع الشام جعلها عرضة للخراب والطمع الأمر الذي أدى إلى تدميرها عدة
--------------------------------
1- مصطفى مراد الدباغ , بلادنا فلسطين جزء 7 صفحة 88
2- محمد حسن شراب , معجم أسماء المدن والقرى الفلسطينية صفحة 203
3- مصطفى مراد الدباغ , بلادنا فلسطين جزء 7 صفحة 88
4- כפר מנדה היא כפר מנדי ד"ר רבקה שפיק ליסק
5- ن.م
6- ن.م
7- ن.م
مرات فوقعت القرية بين المطرقة السندان من جهة السلطة التي كانت تبادر إلى تدميرها لمنع اتخاذها مقرا لقطاع الطرق ( 1 ) ومن جهة أخرى اعتداءات العصابات وقطاع الطرق الأمر الذي هدد كيان سكانها وأملهم في حياة رغيدة.
ما يؤكد نظرية هدمها عدة مرات ارتفاع القرية عما حولها بأكثر من 20 متر ( 2 )
أما العائلات والحمائل التي تسكنها اليوم من 220 إلى 200 سنة والذي شجعهم القدوم إليها من الدول والمناطق المجاورة هو وفرة المياه وخصوبة سهل البطوف والموقع الجغرافي قرب جبل الديدبة الذي يحتضن القرية وتحسن الوضع الأمني في ظل الدولة العثمانية , إضافة إلى اسم القرية التاريخي واعتقاد أهلها بأنها قرية النبي شعيب عليه السلام مدين والمذكورة في القرآن الكريم, ولهذا العامل التاريخي والديني اثر ايجابي على تراث القرية وتاريخها ويستند أهل القرية على ما ورثوه من أجدادهم من الرحّالة العرب والأجانب الذين زاروا القرية ومن وجود بئر العين وبجانبه كانت شجرة كبيرة ووجود قرية صفورية على بعد 9 كم من البلدة.
من الشخصيات البارزة كثيرا التي تنتسب إلى قرية الفقيه الحنفي ( زين العابدين ) كان من فضلاء زمانه أفاد واشتهر صيته أصله من قرية كفر مندا من ضواحي صفد وكانت وفاته سنة 40 وألف تقريبا ( 3 )
1- محمد فضل عالم, يوم الصمود صفحة 6
2- ن . م
3- مصطفى مراد الدباغ بلادنا فلسطين ص 88
أهم المناطق التي تحيط بالقرية
1- جبل الديدبة.
2- سهل البطوف.
3- مغارة الأربعين على جبل الديدبة يعتقد أن القائد اليهودي يوسف بن متتياهوا لجأ إليها مع 9 من جنوده في ظل حصار الرومان لهم ( 1 ) .
4- واد العيون.
5- خربة جفات ( على جبل الديدبة بالقرب من مستوطنة يودفات ) وفيها أثارات وأبنية متهدمة.
6- المرأة المسخوطة على جبل الديدبة وكان الناس يزورونها وحولها أسطورة بان الله عز وجل حولها الأم وأولادها إلى أحجار بسبب مخالفة الشريعة.
7- خزعان .
8- أيَلون غرب القرية بالقرب من خزان الماء, مدينة كنعانية قوية سميت نسبة لأحد القضاة وحكم البلاد عشرة سنوات ومات أيلون ودفن في أيلون
9- باب المطلة .
10- البياضة (غرب).
11- كنفوش (غرب).
12- تل البدوية (جنوب) 18 م عن سطح البحر.
13- صما,جنوب القرية .
14- خربة الرومة .
15- خربة الواويات (جنوب شرق).
16- خربة قانا (منطقة الزاوية) كلمة سريانية بمعنى العش وكانت عامرة في العهد الروماني .
17- خربة مسلخيت (اصل الاسم ضريبة عبور لطريق السلطان أو الحوارنة طريق يصل بين عكا وحوران).
18- خربة الرجم (شرق).
19- باب المل .
20- الزعزاعة
1- كفر مندا بين الماضي والحاضر ص53
مواقع أثرية بارزة
1) مقام الشيخ محمد العجمي الفارسي : يعتقد البعض انه احد جنود صلاح الدين الأيوبي (1)
استشهد في المنطقة ودفن في القرية وكان العديد من أهل القرية يقدسون هذا القبر, وأما اليهود فيظن بعضهم انه قبر لأحد رجال دينهم بعضهم يأتي لزيارته.
2- العين:
تقع البئر اليوم في وسط القرية وتسمى المنطقة ساحة العين, وكانت مركزًا لتجمُع السكان كان يتم استخراج المياه بصورة بدائية ( الناعورة ) لسقي المزروعات والبهائم, والشرب. وفي سنوات الخمسين تم استخدام محرك كهربائي ومضخة لاستخراج المياه, ثم ربطت القرية بشبكة مياه عام 1960 وأدارت جمعية الفجر المحلية شؤون المياه. في عام 1978 قررت وزارة الصحة أن مياه العين غير صالحة للشرب وتم تزويد القرية بشبكة مكوروت للمياه ( 2 ) وقد وجدت آثار هامة داخل البئر أما الحجر الكبير الذي كان بجانب البئر تم نقله إلى متحف إسرائيل في تل أبيب , ونقل النسوة المياه بالجرار من العين على رؤوسهن وفر ملتقى اجتماعيا وفرصة للتعارف .
3- المقبرة الشمالية :
يعتقد السكان أن المقبرة قبر لبنات سيدنا شعيب عليه السلام وفيها قبور للشهداء من جيش الإنقاذ .
4- سهل البطوف :
هو أكبر سهل داخلي في الجليل , يرتفع عن سطح البحر 150 م وفي الجوانب 165 م , يحيط بالسهل جبال من الجهات الأربع ما عدا الجهة الجنوبية الغربية التي تظهر بها تلال منفصلة (3 ) , يصل طوله الى 16.500 كم, قبل قيام الدولة كان
بملكية عربية وبعد نزوح أهل صفورية تغير تقسيم ملكية أراضي البطوف وبسبب
-----------------------------------------
1- كفر مندا بين الماضي والحاضر صفحة 53
2- كفر مندا بين الماضي والحاضر صفحة 14
3- البطوف, صفحة 33
دخول المستوطنات سولليم ويودفات وحناتون . أما المدن والقرى العربية التي تملك تمتلك أراضي بسهل البطوف فهي : كفرمندا , سخنين , عرابة , عيلبون, البعنة, رمانة, العزير وكوكب أبو الهيجاء .
أما تكونه الجيولوجي حدث نتيجة الشق السوري الأفريقي وبسبب الجرف من الجبال المحيطة تكونت طبقة جرف (1)
يمتاز سهل البطوف بتربته الخصبة ووفرة المياه ولكنه يعاني مشكلة المستنقعات في بعض أطرافه ووقوف المياه به لصعوبة تصريفها مما يسبب خسارة اقتصادية فادحة للفلاحين.
مما يؤكد كون البطوف منطقة إستراتيجية هامة هو وجود قرى أثرية قديمة , خصوبة الأرض , وفرة المياه ووجود جبل الديدبة من ناحية أمنية وكونه ممراً للقوافل التجارية , واليوم محاط بقرى عامرة ومصدر رزق آلاف الأسر التي تعتاش على الزراعة.
1 – الصمود, صفحة 15.
أصل الإسم :
1) لكثرة الندى والضباب الذي يغطيه قبل شروق الشمس , يقال بالعامية الندى بطوف (أي يطوف ) 1
2) الاسم اشتق من اللغة العبرية בקעת נטופה أو خربة ناطف الموجودة في الطرف الشمالي الشرقي للسهل.
3) من بطف يبطف أي تجمع المياه به.
4) بسبب ظاهرة الكارست وتربته الثقيلة والمصدر العبري "נטפים."
المشاكل التي يعاني منها الفلاحون
1) المستنقعات وعدم استغلال كامل أراضي البطوف.
2) الخنازير البرية التي تعتدي على المزروعات .
3) مشكلة تسويق المزروعات .
4) غلاء مياه الري .
5) الطرق غير صالحة تماما.
5- جبل الديدبة :
يقع شمال قرية كفر مندا , ارتفاعه 548 م عن سطح البحر , هو أعلى جبل في سلسلة جبال البطوف , كلمة ديدبة أصلها ( الديدبان ) ومعناها الحارس فهو برج للمراقبة والاستطلاع في أوقات الحروب والتمرد. على قمة الجبل توجد خربة وشمال البرج هنالك قبر محفور بالصخر (2) .
الجبل شديد الانحدار يصعب تسلقه ووصول الرعاة, على قمته أحراش البلوط والسنديان. يمكن القول أن قمة الجبل لم يسكنها الإنسان منذ عهد الرومان.
اعتاد سكان كفر مندا في الماضي على اقتطاع الحجارة واستعمالها للبناء من الجبل واقتطاع الأشجار لبناء البيوت والتدفئة.
وجود جبل الديدبة بارتفاعه وانحداره ساهم في استيطان القرية وبقائها.
--------------------------------
(1) البطوف صحفة 35
(2) البطوف صفحة 29
المقابر في كفر مندا
في القرية ثلاث مقابر لدفن الموتى من القرية
1) المقبرة الشمالية الرئيسية:
معظم العائلات في القرية تدفن موتاها بها وخاصة العائلات الكبيرة مثل : زيدان, عبد الحليم, عيساوي, حوش, حوشان, خلايلة, عبد الحميد, مراد, بها قبور للثوار وشهداء القرية, يعتقد أن قبر بنات شعيب في هذه المقبرة, من الجهة الشمالية, تقع المقبرة مقابل المجلس المحلي.
2 ) المقبرة الجنوبية: تدفن بها عائلة قدح وال عبد الله المحمود من عائلة زيدان, وكل العائلات التي سكنت القرية في الفترات المتأخرة مثل شناوي وقسم من سكان القرية ضميدة قبل إقامة مقبرة خاصة بهم. تقع بالقرب من الشارع الرئيسي داخل القرية.
3) المزار: مقبرة المعدة للموتى من الأطفال ما دون سن الخمس سنوات.
عدد الوفيات (1) السنة
13 1997
15 1998
17 1999
14 2000
19 2001
22 2002
21 2003
19 2004
26 2005
31 2006
28 2007
32 2008
42 2009
عدد السكان :
كفر مندا هي إحدى القرى العربية التي نجح السكان بالمحافظة على وحدتها وبقائها ومضاعفة عدد سكانها بضعة مرات خلال فترة زمنية قصيرة بالرغم من التضييق في قصة مسطح القرية وأراضي كوكب أبو الهيجاء التي تحدها من الغرب .
كانت مساحة القرية عند قيام الدولة 47 دونم فقط وسكن بها أكثر من ألف 1200 مواطن , ازدحام شديد على بقعة أرض صغيرة جدا (1) ولعل سبب التصاق البيوت وقربها من بعضها البعض والرغبة في الدفاع المشترك عن البلدة وخاصة أنها كانت في الزمن البعيد عرضة ً لقُطّاع الطرق والعصابات أو اعتداء السلطة المركزية, والاتحاد الوثيق بين الحمائل حيث سكن معظم العائلات على شكل حارات منفصلة وتداخلها في بعض الأحيان, قبل قيام الدولة كان يتم ضم عرب الحجيرات ضمن التعداد السكاني للقرية (2)
1) مذكرات مصطفى العرابي
2) البطوف – عثمان مبدا علي صفحة 253 .
3)ن. م صفحة 277
السنة عدد السكان (1)
1922 428
1931 975 مع عرب الحجيرات
1945 1260
1948 1942
1949 1962
1961 2300
1965 2900
1968 3200
1969 3500
1972 4000
1973 4200
1975 4700
1976 4900
1972 5100
1978 5330
1979 5550
1980 5750
1981 5929
1987 6550
1990 8800
1994 10400
1995 10700
1996 11100
1998 12000
2002 13800
2003 14200
2004 14600
2005 14900
2006 15300
2007 15600
2008 15900
2009 16300
الزيادة الطبيعية
كفر مندا تتميز بنسبة زيادة طبيعية عالية, وأسباب عامة وخاصة في المجتمع الذي يمر بحرب , يحاول التعويض من خلال الزيادة الطبيعية , إضافة إلى حاجة الفلاح إلى قوى عاملة للمعاونة على فلاحة الأرض . الوضع الاقتصادي الصعب زاد الرغبة في إنجاب الأولاد لمساندة رب الأسرة, تدني المستوى التعليمي والزواج المبكر وزواج الأقارب , إضافة إلى المساواة بين العرب واليهود في قانون التأمين الوطني شجع البعض على الإنجاب , والمعتقدات الدينية والاجتماعية المبنى الحمائلي, واستيعاب القرية عدد من العائلات الذي هجرت إليها بعد حرب عام 1948 .
السنة الزيادة الطبيعية السنوية (2)
2003 2.9
2004 3.1
2005 1.9
2006 2.2
2007 2.1
2008 2.0
في الآونة الأخيرة نلاحظ انخفاض في عدد أفراد الأسرة والزيادة الطبيعية عند العرب عامة في إسرائيل وفي القرية والأسباب:
أ) ارتفاع سن الزواج عند الفتيات .
ب) ازدياد عدد الفتيات اللواتي ينهين الصف الثاني عشر .
ت) ازدياد في عدد الأكاديميين .
ث) ازدياد عدد الفتيات اللواتي يلتحقن بالمعاهد العليا .
ج) ازدياد الوعي والإرشاد .
ح) متطلبات الحياة الكثيرة من تعليم ومسكن ودعم للأبناء.
-------------------------------
1) دائرة الإحصاء الإسرائيلية
البطوف , عثمان مبدا علي ,ص 235
موقع www.palestineremebered.com
كفر مندا بين الماضي والحاضر
2) دائرة الإحصاء المركزية
خ) عدم تشجيع الدولة للزيادة الطبيعية العالية لدى العرب لأسباب ديمغرافيه واقتصادية وقومية.
استخدام أراضي القرية عام 1945 (1)
نوعية المساحة المستخدمة دونم
مزروعات بالبساتين المروية 795
مزروعة بالزيتون 585
مزروعة بالحبوب 7900
مبنية 47
صالح للزراعة 6.755
بور 6133
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق