العجب في جائزة الأدب
بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي- كفرمندا
حقا انها لفتة كريمة ان تلتفت الجهات الرسمية الى الادب والاديب المحلي , في محاولة لإنصافه وتكريمه ,وخاصة ان الاديب المحلي يصارع الصعاب وحيدا , هو الكاتب وهو الناشر وهو الموزع , يتحمل الاعباء والصعاب في ظل غياب الية منصفة للتوزيع والنشر ,وتقاعس الهيئات والسلطات المحلية عن دعم الادب المحلي. وزارة الثقافة منذ سنوات تنشر عن جائزة الابداع , لا بد لي من تسجيل بعض الملاحظات بكوني من المتابعين للأمر وللحركة الادبية المحلية , والباحثين عن الصدق والشفافية ولوضع النقاط على الحروف .
- اسم الجائزة : يتم تغيير الاسم من حين الى اخر فهي تارة جائزة الابداع وتارة جائزة التفرغ وتارة جائزة الادب .قد يكون الامر دفعا للملل وبحثا عن ثوب جديد .
- عدم التناسق بين الاسماء الفائزة : التي تفوز او بالأحرى يتم تفويزها , تجد بينهم الاديب الجاد والباحث والدكتور من بلغت شهرتهم الافق , ايضا تجد اسماء نكرة مغمورة , لا يعرف جهد لها , طبعا بهدف خلط الاوراق وتمرير بعض الاسماء الضعيفة .
- مدة الممنوحة لارسال النماذج : احيانا تمنح اللجنة ما يقارب الشهر تقف عند ذلك مثل الالمان واحيانا تمدد بشهر اضافي , قد يكون الامر لقلة عدد المتقدمين او ربما لم تتقدم الاسماء المنتظرة و لإتاحة الامكانية لها من جديد , مسابقة عام 2011 تم رد 20 طلبا من اصل 37 لأنها وصلت متأخرة , ربما العلة في النشر ومدته او وسائل الاعلام او ان الادباء لا يتابعون الاعلانات والصحف المحلية بالقدر المعقول .
- فترة فرز الاسماء : من الفروض ان تقرر اللجنة من خلال عدة جلسات الفائزين , لكن اللجنة تقرر على عجلة , مثال لجنة عام 2009 خلال اسبوع راجعت 75 طلبا وكل كاتب من المفروض انه ارسل 5 كتب على الاقل بجلسة واحدة خاطفة ؟ هل جلسة واحدة تكفي لهذا الكم من المتقدمين ومن الاصدارات ؟ وفي عام 2010 تم تحسين الامر لجلستين . !! وفي عام 2011 لم يكشف النقاب عن الموضوع ,والعجيب انه في عام 2008 تم خلط جميع الوان الابداع ادب, وصحافة ورسم وموسيقى والفرق الموسيقية ,والفن التشكيلي ومسرح , اضافة للألوان الادب العديد من شعر ونثر وبحث علمي , " طاسة وضايعة " لذا تقدم للجائزة نحو 106 طلبات وكان الفرز غريب عجيب.
- الاحتفال بالفائزين : مكان الاحتفال غير ثابت احيانا اكاديمية القاسمي واحيانا مسرح عكا واحيانا في مكان خاص او فندق في مدينة الناصرة , تارة يتم دعوة عدد كبير من الحضور وتارة يقتصر على نفر قليل تارة يتم دعوة كل من شارك في المسابقة وتارة يتم تجاهلهم لأسباب نفهمها .
- اسماء اعضاء اللجنة : يتم تبديلهم في كل مرة باستثناء عضو او اثنين , لمنع الوصول اليهم او التأثير عليهم , تارة يتم الكشف عن اسماء الاعضاء بعد نشر النتائج وتارة يلف الامر بعض الغموض
- نشر النتائج : احيانا تفيض وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة الالكترونية والورقية بالنتائج , واحيانا يتم تسريب الخبر على حياء لبعض لوسائل الاعلام دون غيرها مع تصريح مقتضب بعدد المشاركين واسماء الفائزين كان الامر مجرد ارقام نطرح منها عدد المشتركين من عدد الفائزين.
- التركيبة الطائفية والمنطقة الجغرافية لها نصيب : من المفروض ان يتم اختيار الاديب تقديرا له على جهده ونتاجه وجودة كتبه وحضوره الادبي , لا على انتمائه الطائفي او مكان سكنه وحتى وفق جنسه ,تشعر كأننا امام تركيبة لخوض قائمة حزبية للكنيست , تجذير التقسيم الطائفي البغيض ,مسلم - مسيحي- درزي , او انتماء حسب المنطقة جليل - مثلث - نقب , واحيانا يطغى لون معين وفق نفوذ المسئول عن الجائزة اذا كان المسئول مثلا من المثلث اغدق على اهل منطقته !!! وايضا قد نلاحظ التأثير الحزبي او الرابط العائلي او الصداقة وعلاقة العمل.
- عدد الفائزين : هنالك صعود وهبوط في العدد 5 و 8 و11 , 12, 13 و اخيرا 10 , يتم تغيير دستور الجائزة في الدقيقة الاخيرة لاعتبارات غامضة لا يعرفها الا القائمين عليها وذات مرة تم استحداث جائزة ترضية بقيمة 10000 شيقل جديد ! كأننا في مسابقة ملكة جمال ! مع انها اهانة للكاتبة وكان عليها رد الجائزة المبتدعة , مثال في جائزة عام 2011 تم تفويز 10 فائزين بينما كان مقررا في الاصل تفويز 11 كاتبا ربما لم يجدوا من يستحق !
- عدد الكتب : تارة يتم تحديد ان يصدر الكاتب 5 كتب ليشترك في الجائزة وتارة لا يتم التحديد , واللجنة نفسها لا تلتزم بهذا المعطى هنالك من فاز بالجائزة وصدر له كتاب يتيم قبل عشرات السنين وذات مرة اصدرت الوزارة نفسها لكاتبة كتابا وفي السنة التالية فازت الكاتبة بالجائزة اعتمادا على الكتاب ذاته !. من المفروض ان يكون المعيار ذابت على الجميع , مع انه يجب الالتفات للكيف لا الكم , اذا اصدر احدهم 10 كتيبات دفعة واحدة واخر اصدر خلال عشرين سنة 7 كتب من نختار ! وهل نكرم من ترك وحطم القلم وفارقه منذ دهر !! وهل يتم الاطلاع ودراسة الكتب التي ترسل للجنة !! ام مجرد ديكور للبروتوكول !!. وافضل عزاء بشأن هذه الكتب هو توزيعها على المكتبات العامة لعل القارئ يستفيد منها وايضا ممكن ردها لصاحبها , اما في السنوات السابقة لا نعرف كيف كانت اللجان تتصرف بها !!!!
- اللون الادبي : من المفارقات ان اللجنة تميز بين الوان الادب ووفق ذلك توزع الجائزة , مثلا من يكتب ادب الاطفال او الترجمة يحصل على مبلغ اقل ممن يكتب الشعر , فكلها الوان ادبية تخدم القارئ المهم الجودة ومدى قدرة الكاتب على ايصال الرسالة , في الوسط اليهودي كما تعلمون ايضا هنالك جائزة للوزارة موازية للجائزة في الوسط العربي , لكن هناك يتم توزيع مبلغ متساوي على جميع الفائزين بغض النظر عن اللون الادبي الفائز . واحيانا يكتب المشترك اكثر من لون ادبي فاللجنة تختار له بماذا يفوز ؟؟
- المبلغ : حدث تآكل بقيمة الجائزة المالية والمعنوية , مع بدايتها كانت قيمتها 70000 , ثم 50000 شيقل , ثم تهاوت بين 20000 شيقل الى 50000 شيقل , حسب اللون الادبي , وقد قام احد الفائزين بالمبلغ القليل في كلمته في الاحتفال نيابة عن زملائه في شهر كانون اول 2010 في مدينة عكا بمعاتبة القائمين على الجائزة على هذه التفرقة الغير مبررة بين الكتاب والالوان الادبية . زد على ذلك ان قيمة الجائزة 20000 شيقل لمعظم الفائزين هي مهزلة حقيقية ومدعاة للسخرية ,لان تكلفة كتاب جدي يصدره كاتب محلي تزيد نفقاته عن قيمة الجائزة ويتكبد الكاتب معظم النفقات , بينما قيمة الجائزة في الوسط اليهودي 65000 يحصل عليها كل فائز , ( راجع موقع وزارة الثقافة )
- مكسور علينا سنة : هل تعلم انه قبل ايام تم الاعلان عن الادباء الفائزين بالجائزة لعام 2011 , ونحن على مشارف عام 2013 ! فأين جائزة عام 2012 !! بينما في الوسط اليهودي تم توزيع جائزة عام 2012 منذ عدة شهور في احتفال مهيب, مع العلم انه اطلق وعد ان يتم تكريم الادباء العرب واليهود في احتفال واحد .
- االمعايير : شخصيا اتقدم للجائزة منذ عام 1999 او قبل ذلك بقليل عندما كان مخصصا "مقعدا" للكتاب الشباب ,وكنت الاحق وابحث عن جواب للمعايير وكنت اتصل او اقابل بعض مما كانوا مشرفين او لهم علاقة بالقرار فقال لي احدهم اننا هذا العام سوف نعطي فلان وعلان بسبب مرضه وحاجته ! وقال اخر هذا العام لم يحالفك الحظ ربما في العام القادم ! وقال اخر لقد اوصينا ان تحصل عيها داخل اللجنة الم اتحصل عليها بعد ! ربما يتفق معي المتتبعين للحركة الادبية ان هنالك من حصل عليها بغير حق وقبل الميعاد رغم عدم نضوج كتابته وانحصار حضوره الادبي , واخرين من عمالقة الادب المحلي لم يحصلوا عليها بعد او ربما حصلوا عليها بشق الانفس و رحلوا عن عالمنا قبل ان يعرفوا ماهي المعايير الحقيقية للجائزة . المعيار يجب ان يكون الحضور الادبي , ولست ادري كيف يمكن للجنة ان تقيس الحضور الادبي من خلال اصدار يتيم صدر قبل سنوات !! او سيرة ذاتية مقتضبة , بينما تتجاهل الحضور الادبي والتفاعل اليومي للكاتب من خلال موقعه على الشبكة العنكبوتية او مدونته او مشاركاته في الامسيات الادبية والكتابة في مواقع الانترنت المواقع الادبية المختصة في العالم العربي , والصحف المحلية والعالمية ,ودعم الحركة الادبية المحلية ,هنالك حاجة لإعادة النظر في الية التقييم , فالنموذج منذ اكثر من 10 سنوات لم يتم تطويره او تغييره ! الاسئلة روتينية اجوبتها عندهم ! مثل هل فزت في السابق بالجائزة ؟ وفي أي سنة ؟ من المفروض ان تكون عندهم قائمة بأسماء الفائزين , قائمة محوسبة ومنشورة في موقع الوزارة يمكن للجمهور الواسع تعقبها والاطلاع عليها , او اسمك ورقم هاتفك ...باختصار نموذج بسيط لا يلائم الهدف المرجو منه .
- سبب الفوز : من المفروض ان تنشر اللجنة نبذة قصيرة عن الفائز وعن سبب اختيارها له , هذا الامر فيه نوع من الشفافية للقارئ وايضا نوع من التعريف والتقدير للكاتب , اللجنة تنشر الاسماء بدون فواصل وبدون تعريف للقارئ وتحديد للون الادبي الذي امتاز به الكاتب , انظر الاخبار حول جائزة عام 2011.
- اشعار للمشتركين : من الفروض ونحن نتحدث عن جائزة مقدمة من وزارة الثقافة , وهي اعلى جائزة محلية لتشجيع الادب المحلي , ان يكون فيها نوع من الترتيب , فمعظم المكاتب الحكومية اذا راسلتها تبرق لك برسالة ان رسالتك وصلت وسوف ينظر بها , اما هنا لا حس ولا خبر , بل على العكس انت من يجب ان تتعقب وصول اشتراكك .
- ردود الفعل على النتائج : في الماضي بعد نشر النتائج كانت تغرقنا الصحف بالردود الغاضبة على النتائج الغير منصفة , للأسف كانت تتركز لماذا لست انا ؟ ومن هؤلاء حتى يفوزوا ؟, احيانا يتصدى لهم احد الفائزين ربما بإيعاز من احد اعضاء اللجنة , وفي العام المقبل يفوز بعض ممن سنوا اقلامهم الشرسة للتشكيك بمهنية اللجنة او مصداقيتها او شرعيتها او بقدرتها على الفرز والتقييم والتقدير, وفي كل عام تفوز اقلام وتصمت وتغض الطرف عما يدور حول هذه الجائزة في تقديم اسماء على اسماء لأسباب واهية, في الآونة الاخيرة تمر الجائزة بلا تعليق حقيقي من وسائل الاعلام ودون اعتراضات ملموسة , ربما لتقزيم قيمتها الادبية والمالية والمعنوية ,ولصمت عدد كبير من اصحاب الاقلام الجريئة اما لعدم جدية النقاش او لحصولهم على الجائزة فوجب صمتهم ,ربما بعضهم يأجل غضبه لعله يحصل عليها فيما بعد ,او باب الصمت ابلغ .
- من يتقدم لها : لا يعتقد القارئ ان من يفوز بها هو افضل الكتاب الجرير او الفرزدق العصر , انما بعضهم من ينظر الى قيمتها المادية البحتة ليصدر للعالم كتاب اخر يشهد على وجوده ويلفظ كلماته بعيدا عن درج المكتب , وبعضهم يبحث عن قيمتها المعنوية , وليقول ان فاز بها او ليكتب في سيرته الذاتية ,وليس غريبا ان تلاحظ ان بعض ممن فازوا بها يتملصون من الاشارة لذلك حرجا ,وعلينا ان لا نغفل بعض الكتاب الجادين المبدعين في شتى الحقول يتمنعون عن التقدم اليها , حفاظا على ماء الوجه ان رد طلبها ذات مرة , او ظنا منهم ان منقصة ومأخذ عليهم او مسا بكرامتهم , او تنقص من قدرهم ورسالتهم السامية او تمس بوطنيتهم, أو ايمانا منهم ان اللجنة سوف لن تنصفهم بسبب توجهاتهم السياسية او الدينية او الفكرية , ونحن نكن لهم الاحترام ونحترم قناعتهم , وان كنا لسنا بالضرورة متفقين ومع رأيهم بالكامل ,
- خلاصة القول اننا نؤيد ان تكون جوائز تشجيعية لتكريم الكاتب المحلي بالأساس معنويا ليس فقط من الوزارة بل من الجمعيات والهيئات والسلطات المحلية وهذا حق للكاتب , لضمان حراك ادبي سليم ووصول رسالة الاديب الى القارئ والتأثير الايجابي على المجتمع , لكننا نطالب بقدر كبير من النزاهة والشفافية والموضوعية في التقييم اذا كان نية الجائزة حقا دعم الاديب المحلي وتعزيز قيمة الكتاب في مجتمعنا العربي . ونهيب بالأدباء المحليين بالتواصل الكبير مع المجتمع عامة مع طلاب المدارس وبيوت المسنين والمكتبات العامة والاكثار من ممارسة الكتابة ذات الجودة العالية والتواصل مع كتاب العالم العربي والنشاط في منتديات ادبية افتراضية وإحياء الروابط الادبية . ومن الغريب ان العديد ممن حصلوا على الجائزة صمتت اقلامهم وكفت عن الكتابة , ومن المنصف ان تقوم اللجان على اسس ثابتة تبتعد عن العشوائية تحتكم لمعايير عالية وشفافة ومراعاة الاخطاء التي وقعت بها اللجان المتعاقبة للنهوض بالأدب المحلي قدما ,اعترف لأني كتبت العديد من المقالات حول الموضوع كما كتب غيري ممن يهمهم الامر منهم من لم يتقدم ومنهم من تقدم ولم يحالفه الحظ , فحوى هذه المقالات حول مصداقية اللجنة او موضوعتها وقدرتها على الاختيار النزيه او اعتراضا على بعض الاسماء او الية العمل ,كتبت ميرا جميل من القدس في صحيفة الاخبار عام 2008 نقلا عن عضوة في اللجان السابقة ان اعضاء اللجنة لا يطلعون لا على الكتب و لا الاحرف التي ترسل اليهم بل تقدم لهم قائمة تضم 15 اسما للمصادقة على 12 اسما منها !! واشارت الى ان العلاقات العامة لها الوزن الكبير , اننا نعرف الضغط الكبير الذي يتعرض لها اعضاء اللجنة من قبل اصحاب الشأن لكن اذا كان وجودهم لمجرد ديكور عليهم الاستقالة وكشف المستور , في عهد وزير الثقافة والرياضة السابق كنا نتوقع كونه اول وزير عربي يتولى منصب وزير ان يتحسن الوضع لكنه " زاد الطين بلة " فأعماله اغاضت الكنيست والنواب اليهود و المثقفين العرب على حد سواء , من خلال مجموعة قرارات عشوائية غير مدروسة فهو ميز بين الادباء وخلط بين انواع الابداع بصورة سخيفة وعمل على فوز اكبر عدد من حملة الاقلام من منطقته , وقدم بعض الادباء العرب لوائح اتهام في المحاكم الاسرائيلية ضده بسبب زج اسمائهم في كراسة اصدرتها وزارته او كونهم من الفائزين بالجائزة مثل الشاعر تركي عامر او اعضاء في احدى اللجان بالطبع حرص على ادخال اكبر عدد من اعضاء حزب العمل في هذه اللجان الثقافية , كذلك اجبره اعضاء الكنيست على سحب كتاب عرضه عليهم حول الرياضة في اسرائيل , لكنه تجاهل احداث رياضية هامة تخص الوسط اليهودي بعد ان كان الكتاب صدر بحلة جميلة وكلف مئات الالاف من الشواقل , لكن المشكلة ليست بالوزراء فقد ترك مجادلة منصبه بحكم تقلب السياسة , مع انه كان من الاجدر ان يتولى الوزارة عربي اكاديمي مثقف له اسمه بعيدا عن الحسابات الحزبية وتجنيد الاصوات ليمثل الاقلية العربية بشكل مشرف وتحقق الوزارة في عهده انجازات كبيرة , الوزير السابق كان بعيدا عن الحركة الادبية والثقافية واقتصر اهتمامه وشغفه بالرياضة ,اما بالسبة للجان اننا نعرف القليل عنها بحكم دستور الجائزة الذي يطلب ان تكون الاسماء سرية وقراراتها محصنة وغير قابلة للاستئناف !!! أي منزلة ,لكن من خلال محادثات ومراسلات مع اعضاء في اللجنة وتصريحات في وسائل الاعلام مع اعلانهم للأسماء الفائزة ,والكلمات في احتفال التكريم , من المفروض ان لا يشارك العضو في اللجنة لأكثر من سنتين وهذا البند طبعا لم يطبق دائما ,وان لا يتقدم عضو اللجنة خلال سنتين للجائزة , لكننا لاحظنا ان بعضهم كان عضوا في الجائزة ثم ما لبث بعد عام او عامين ان حصل عليها , وبعضهم حصل عليها اكثر من مرة , اذا كانت الجائزة معنوية كما صرح القاضي المتقاعد فارس فلاح , لماذا تمنح اكثر من مرة لنفس الكاتب هل معنوياته تآكلت ؟ اما اذا كانت مالية قد يكون ماله نفذ وهذا شيء اخر ,اذا تقدم قريب لعضو من اعضاء اللجنة للجائزة مثل اخ او زوج او صديق حميم او ابن عم ؟ كيف يتصرف ؟ في حفل التكريم للفائزين والذي جرى في اكاديمية القاسمي عام 2008 صرح الاديب الكبير حنا ابراهيم والذي نحترم به صدقه وصراحته اشار الى ان اللجنة لم تتوافق الا على 4 اسماء من اصل 8 اما البقية اما حصلوا على صوت او اثنين حتى يفوزوا , بعابرات يكفي ان يطرح احد الاعضاء اسمك كي تفوز !!! ويكفي ان يتجاهلك احدهم حتى يتم الاقصاء , الا تستشيط غضبا عندما تقرأ ان احد الكتاب الكبار حصل على الجائزة وقيمتها 20000 واخر بالكاد نسمع عنه يحصل على مبلغ 50000 ربما جاره الباب على الباب لا يعلم انه يتعاطى الادب , انها مهزلة ومسرحية بلا مخرج محترف , الا يحزنك ان يتم تجاهل الكثير من الاقلام الجادة ؟,وبالمقابل تلميع بعض الوجوه الباهتة والتي لا وجود علها على الساحة الادبية ؟, الا يستفزك النظام والشفافية في الجائزة الموازية للوسط اليهودي وكتاب اللغة العبرية ؟ .
- لا يعتقد البعض ان الذين ينتقدون ويكتبون حول الجائزة لأنها لم يفوزوا , بل ان العديد منها لا يتقدمون لها اصلا , لكن لديهم حرقة على الحركة الادبية ,صحيح اني تقدمت للجائزة لعام 2011 والتي كانت محتجبة لمدة عام وكنت من المطالبين بالإعلان عنها لان الوزارة خصصت ميزانية لها , وبكل سذاجة ارسلت كرتونة فيها اكثر من 10 كتب توزعت على الشعر والنثر والبحث التاريخي والترجمة والمقالات والقصائد المترجمة الى عدة لغات , لم اجد 5 من الكتب التي اصدرتها لأنها نفذت فقد ارسلتها مرارا للجان المتعاقبة , ولست ارى أي ضرورة بإرسال جميع الكتب كل مرة لنفس اللجنة , وخاصة اذا عرفنا انها فقط للزينة , وطبعا كي لا ينكروا او يدعوا انها وصلت بعد الوقت المقرر اطلب ان اتلقى اشعارا من سلطة البريد حال استلامهم للرزمة , ولست افهم لماذا لا ترسل اللجنة رسالة للكاتب انه طلبه وصل ولماذا لا يستلم جوابا على النتيجة لتبرير فوزه او عدمه ربما حدث هنالك لبس معين او اخطاء معينة ويمكن تداركها . لجنة عام 2011 لم تنظر الى اكثر لنصف الطلبات بسبب تأخر وصولها هل حقا اللجنة اعلمتهم بذلك قبل الفرز ؟؟! وهل اعيدت اليهم النماذج والكتب ؟ كي يستعدوا لجولة اخرى !!!. قصارى القول ان جائزة الابداع الادبي فقدت قيمتها الادبية والمعنوية والمادية , ومن يطالب الادباء بالإبداع عليهم الابداع في التعامل مع الطلبات والكتب والادباء والشفافية الموضوعية في التعامل واغلاق كافة الثغرات التي اشرت اليها واشار ايضا غيري اليها اذا كانت النية حقا دعم الحركة الادبية المحلية وتقدير الكتاب . وانا استغرب لماذا لا تجرى تحقيقات صحفية مستقلة حول العبث بالأدب المحلي وتقزيمه والخروقات التي لا تنتهي , وليس من باب الصدفة رفض اسرة الشاعر الكبير الراحل محمود درويش ان تحمل هذه الجائزة اسمه عام 2008 في عهد وزير الثقافة السابق غالب مجادلة , لانها كانت سوف تسيئ له وتجلب للعائلة صداع دائم , ولست متيقنا من ان اعضاء اللجنة على اطلاع ومتابعة الحركة الادبية في البلاد او على الاقل يتابعون ما ينشر عن مثالب الجائزة او حتى مناقبها ليتم تخطيها وتجاوزها , وهذا ما يفسر ربما تكرار الاخطاء وتكريسها , حقا عشنا وشفنا العجب في جائزة الأدب .
بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي- كفرمندا
حقا انها لفتة كريمة ان تلتفت الجهات الرسمية الى الادب والاديب المحلي , في محاولة لإنصافه وتكريمه ,وخاصة ان الاديب المحلي يصارع الصعاب وحيدا , هو الكاتب وهو الناشر وهو الموزع , يتحمل الاعباء والصعاب في ظل غياب الية منصفة للتوزيع والنشر ,وتقاعس الهيئات والسلطات المحلية عن دعم الادب المحلي. وزارة الثقافة منذ سنوات تنشر عن جائزة الابداع , لا بد لي من تسجيل بعض الملاحظات بكوني من المتابعين للأمر وللحركة الادبية المحلية , والباحثين عن الصدق والشفافية ولوضع النقاط على الحروف .
- اسم الجائزة : يتم تغيير الاسم من حين الى اخر فهي تارة جائزة الابداع وتارة جائزة التفرغ وتارة جائزة الادب .قد يكون الامر دفعا للملل وبحثا عن ثوب جديد .
- عدم التناسق بين الاسماء الفائزة : التي تفوز او بالأحرى يتم تفويزها , تجد بينهم الاديب الجاد والباحث والدكتور من بلغت شهرتهم الافق , ايضا تجد اسماء نكرة مغمورة , لا يعرف جهد لها , طبعا بهدف خلط الاوراق وتمرير بعض الاسماء الضعيفة .
- مدة الممنوحة لارسال النماذج : احيانا تمنح اللجنة ما يقارب الشهر تقف عند ذلك مثل الالمان واحيانا تمدد بشهر اضافي , قد يكون الامر لقلة عدد المتقدمين او ربما لم تتقدم الاسماء المنتظرة و لإتاحة الامكانية لها من جديد , مسابقة عام 2011 تم رد 20 طلبا من اصل 37 لأنها وصلت متأخرة , ربما العلة في النشر ومدته او وسائل الاعلام او ان الادباء لا يتابعون الاعلانات والصحف المحلية بالقدر المعقول .
- فترة فرز الاسماء : من الفروض ان تقرر اللجنة من خلال عدة جلسات الفائزين , لكن اللجنة تقرر على عجلة , مثال لجنة عام 2009 خلال اسبوع راجعت 75 طلبا وكل كاتب من المفروض انه ارسل 5 كتب على الاقل بجلسة واحدة خاطفة ؟ هل جلسة واحدة تكفي لهذا الكم من المتقدمين ومن الاصدارات ؟ وفي عام 2010 تم تحسين الامر لجلستين . !! وفي عام 2011 لم يكشف النقاب عن الموضوع ,والعجيب انه في عام 2008 تم خلط جميع الوان الابداع ادب, وصحافة ورسم وموسيقى والفرق الموسيقية ,والفن التشكيلي ومسرح , اضافة للألوان الادب العديد من شعر ونثر وبحث علمي , " طاسة وضايعة " لذا تقدم للجائزة نحو 106 طلبات وكان الفرز غريب عجيب.
- الاحتفال بالفائزين : مكان الاحتفال غير ثابت احيانا اكاديمية القاسمي واحيانا مسرح عكا واحيانا في مكان خاص او فندق في مدينة الناصرة , تارة يتم دعوة عدد كبير من الحضور وتارة يقتصر على نفر قليل تارة يتم دعوة كل من شارك في المسابقة وتارة يتم تجاهلهم لأسباب نفهمها .
- اسماء اعضاء اللجنة : يتم تبديلهم في كل مرة باستثناء عضو او اثنين , لمنع الوصول اليهم او التأثير عليهم , تارة يتم الكشف عن اسماء الاعضاء بعد نشر النتائج وتارة يلف الامر بعض الغموض
- نشر النتائج : احيانا تفيض وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة الالكترونية والورقية بالنتائج , واحيانا يتم تسريب الخبر على حياء لبعض لوسائل الاعلام دون غيرها مع تصريح مقتضب بعدد المشاركين واسماء الفائزين كان الامر مجرد ارقام نطرح منها عدد المشتركين من عدد الفائزين.
- التركيبة الطائفية والمنطقة الجغرافية لها نصيب : من المفروض ان يتم اختيار الاديب تقديرا له على جهده ونتاجه وجودة كتبه وحضوره الادبي , لا على انتمائه الطائفي او مكان سكنه وحتى وفق جنسه ,تشعر كأننا امام تركيبة لخوض قائمة حزبية للكنيست , تجذير التقسيم الطائفي البغيض ,مسلم - مسيحي- درزي , او انتماء حسب المنطقة جليل - مثلث - نقب , واحيانا يطغى لون معين وفق نفوذ المسئول عن الجائزة اذا كان المسئول مثلا من المثلث اغدق على اهل منطقته !!! وايضا قد نلاحظ التأثير الحزبي او الرابط العائلي او الصداقة وعلاقة العمل.
- عدد الفائزين : هنالك صعود وهبوط في العدد 5 و 8 و11 , 12, 13 و اخيرا 10 , يتم تغيير دستور الجائزة في الدقيقة الاخيرة لاعتبارات غامضة لا يعرفها الا القائمين عليها وذات مرة تم استحداث جائزة ترضية بقيمة 10000 شيقل جديد ! كأننا في مسابقة ملكة جمال ! مع انها اهانة للكاتبة وكان عليها رد الجائزة المبتدعة , مثال في جائزة عام 2011 تم تفويز 10 فائزين بينما كان مقررا في الاصل تفويز 11 كاتبا ربما لم يجدوا من يستحق !
- عدد الكتب : تارة يتم تحديد ان يصدر الكاتب 5 كتب ليشترك في الجائزة وتارة لا يتم التحديد , واللجنة نفسها لا تلتزم بهذا المعطى هنالك من فاز بالجائزة وصدر له كتاب يتيم قبل عشرات السنين وذات مرة اصدرت الوزارة نفسها لكاتبة كتابا وفي السنة التالية فازت الكاتبة بالجائزة اعتمادا على الكتاب ذاته !. من المفروض ان يكون المعيار ذابت على الجميع , مع انه يجب الالتفات للكيف لا الكم , اذا اصدر احدهم 10 كتيبات دفعة واحدة واخر اصدر خلال عشرين سنة 7 كتب من نختار ! وهل نكرم من ترك وحطم القلم وفارقه منذ دهر !! وهل يتم الاطلاع ودراسة الكتب التي ترسل للجنة !! ام مجرد ديكور للبروتوكول !!. وافضل عزاء بشأن هذه الكتب هو توزيعها على المكتبات العامة لعل القارئ يستفيد منها وايضا ممكن ردها لصاحبها , اما في السنوات السابقة لا نعرف كيف كانت اللجان تتصرف بها !!!!
- اللون الادبي : من المفارقات ان اللجنة تميز بين الوان الادب ووفق ذلك توزع الجائزة , مثلا من يكتب ادب الاطفال او الترجمة يحصل على مبلغ اقل ممن يكتب الشعر , فكلها الوان ادبية تخدم القارئ المهم الجودة ومدى قدرة الكاتب على ايصال الرسالة , في الوسط اليهودي كما تعلمون ايضا هنالك جائزة للوزارة موازية للجائزة في الوسط العربي , لكن هناك يتم توزيع مبلغ متساوي على جميع الفائزين بغض النظر عن اللون الادبي الفائز . واحيانا يكتب المشترك اكثر من لون ادبي فاللجنة تختار له بماذا يفوز ؟؟
- المبلغ : حدث تآكل بقيمة الجائزة المالية والمعنوية , مع بدايتها كانت قيمتها 70000 , ثم 50000 شيقل , ثم تهاوت بين 20000 شيقل الى 50000 شيقل , حسب اللون الادبي , وقد قام احد الفائزين بالمبلغ القليل في كلمته في الاحتفال نيابة عن زملائه في شهر كانون اول 2010 في مدينة عكا بمعاتبة القائمين على الجائزة على هذه التفرقة الغير مبررة بين الكتاب والالوان الادبية . زد على ذلك ان قيمة الجائزة 20000 شيقل لمعظم الفائزين هي مهزلة حقيقية ومدعاة للسخرية ,لان تكلفة كتاب جدي يصدره كاتب محلي تزيد نفقاته عن قيمة الجائزة ويتكبد الكاتب معظم النفقات , بينما قيمة الجائزة في الوسط اليهودي 65000 يحصل عليها كل فائز , ( راجع موقع وزارة الثقافة )
- مكسور علينا سنة : هل تعلم انه قبل ايام تم الاعلان عن الادباء الفائزين بالجائزة لعام 2011 , ونحن على مشارف عام 2013 ! فأين جائزة عام 2012 !! بينما في الوسط اليهودي تم توزيع جائزة عام 2012 منذ عدة شهور في احتفال مهيب, مع العلم انه اطلق وعد ان يتم تكريم الادباء العرب واليهود في احتفال واحد .
- االمعايير : شخصيا اتقدم للجائزة منذ عام 1999 او قبل ذلك بقليل عندما كان مخصصا "مقعدا" للكتاب الشباب ,وكنت الاحق وابحث عن جواب للمعايير وكنت اتصل او اقابل بعض مما كانوا مشرفين او لهم علاقة بالقرار فقال لي احدهم اننا هذا العام سوف نعطي فلان وعلان بسبب مرضه وحاجته ! وقال اخر هذا العام لم يحالفك الحظ ربما في العام القادم ! وقال اخر لقد اوصينا ان تحصل عيها داخل اللجنة الم اتحصل عليها بعد ! ربما يتفق معي المتتبعين للحركة الادبية ان هنالك من حصل عليها بغير حق وقبل الميعاد رغم عدم نضوج كتابته وانحصار حضوره الادبي , واخرين من عمالقة الادب المحلي لم يحصلوا عليها بعد او ربما حصلوا عليها بشق الانفس و رحلوا عن عالمنا قبل ان يعرفوا ماهي المعايير الحقيقية للجائزة . المعيار يجب ان يكون الحضور الادبي , ولست ادري كيف يمكن للجنة ان تقيس الحضور الادبي من خلال اصدار يتيم صدر قبل سنوات !! او سيرة ذاتية مقتضبة , بينما تتجاهل الحضور الادبي والتفاعل اليومي للكاتب من خلال موقعه على الشبكة العنكبوتية او مدونته او مشاركاته في الامسيات الادبية والكتابة في مواقع الانترنت المواقع الادبية المختصة في العالم العربي , والصحف المحلية والعالمية ,ودعم الحركة الادبية المحلية ,هنالك حاجة لإعادة النظر في الية التقييم , فالنموذج منذ اكثر من 10 سنوات لم يتم تطويره او تغييره ! الاسئلة روتينية اجوبتها عندهم ! مثل هل فزت في السابق بالجائزة ؟ وفي أي سنة ؟ من المفروض ان تكون عندهم قائمة بأسماء الفائزين , قائمة محوسبة ومنشورة في موقع الوزارة يمكن للجمهور الواسع تعقبها والاطلاع عليها , او اسمك ورقم هاتفك ...باختصار نموذج بسيط لا يلائم الهدف المرجو منه .
- سبب الفوز : من المفروض ان تنشر اللجنة نبذة قصيرة عن الفائز وعن سبب اختيارها له , هذا الامر فيه نوع من الشفافية للقارئ وايضا نوع من التعريف والتقدير للكاتب , اللجنة تنشر الاسماء بدون فواصل وبدون تعريف للقارئ وتحديد للون الادبي الذي امتاز به الكاتب , انظر الاخبار حول جائزة عام 2011.
- اشعار للمشتركين : من الفروض ونحن نتحدث عن جائزة مقدمة من وزارة الثقافة , وهي اعلى جائزة محلية لتشجيع الادب المحلي , ان يكون فيها نوع من الترتيب , فمعظم المكاتب الحكومية اذا راسلتها تبرق لك برسالة ان رسالتك وصلت وسوف ينظر بها , اما هنا لا حس ولا خبر , بل على العكس انت من يجب ان تتعقب وصول اشتراكك .
- ردود الفعل على النتائج : في الماضي بعد نشر النتائج كانت تغرقنا الصحف بالردود الغاضبة على النتائج الغير منصفة , للأسف كانت تتركز لماذا لست انا ؟ ومن هؤلاء حتى يفوزوا ؟, احيانا يتصدى لهم احد الفائزين ربما بإيعاز من احد اعضاء اللجنة , وفي العام المقبل يفوز بعض ممن سنوا اقلامهم الشرسة للتشكيك بمهنية اللجنة او مصداقيتها او شرعيتها او بقدرتها على الفرز والتقييم والتقدير, وفي كل عام تفوز اقلام وتصمت وتغض الطرف عما يدور حول هذه الجائزة في تقديم اسماء على اسماء لأسباب واهية, في الآونة الاخيرة تمر الجائزة بلا تعليق حقيقي من وسائل الاعلام ودون اعتراضات ملموسة , ربما لتقزيم قيمتها الادبية والمالية والمعنوية ,ولصمت عدد كبير من اصحاب الاقلام الجريئة اما لعدم جدية النقاش او لحصولهم على الجائزة فوجب صمتهم ,ربما بعضهم يأجل غضبه لعله يحصل عليها فيما بعد ,او باب الصمت ابلغ .
- من يتقدم لها : لا يعتقد القارئ ان من يفوز بها هو افضل الكتاب الجرير او الفرزدق العصر , انما بعضهم من ينظر الى قيمتها المادية البحتة ليصدر للعالم كتاب اخر يشهد على وجوده ويلفظ كلماته بعيدا عن درج المكتب , وبعضهم يبحث عن قيمتها المعنوية , وليقول ان فاز بها او ليكتب في سيرته الذاتية ,وليس غريبا ان تلاحظ ان بعض ممن فازوا بها يتملصون من الاشارة لذلك حرجا ,وعلينا ان لا نغفل بعض الكتاب الجادين المبدعين في شتى الحقول يتمنعون عن التقدم اليها , حفاظا على ماء الوجه ان رد طلبها ذات مرة , او ظنا منهم ان منقصة ومأخذ عليهم او مسا بكرامتهم , او تنقص من قدرهم ورسالتهم السامية او تمس بوطنيتهم, أو ايمانا منهم ان اللجنة سوف لن تنصفهم بسبب توجهاتهم السياسية او الدينية او الفكرية , ونحن نكن لهم الاحترام ونحترم قناعتهم , وان كنا لسنا بالضرورة متفقين ومع رأيهم بالكامل ,
- خلاصة القول اننا نؤيد ان تكون جوائز تشجيعية لتكريم الكاتب المحلي بالأساس معنويا ليس فقط من الوزارة بل من الجمعيات والهيئات والسلطات المحلية وهذا حق للكاتب , لضمان حراك ادبي سليم ووصول رسالة الاديب الى القارئ والتأثير الايجابي على المجتمع , لكننا نطالب بقدر كبير من النزاهة والشفافية والموضوعية في التقييم اذا كان نية الجائزة حقا دعم الاديب المحلي وتعزيز قيمة الكتاب في مجتمعنا العربي . ونهيب بالأدباء المحليين بالتواصل الكبير مع المجتمع عامة مع طلاب المدارس وبيوت المسنين والمكتبات العامة والاكثار من ممارسة الكتابة ذات الجودة العالية والتواصل مع كتاب العالم العربي والنشاط في منتديات ادبية افتراضية وإحياء الروابط الادبية . ومن الغريب ان العديد ممن حصلوا على الجائزة صمتت اقلامهم وكفت عن الكتابة , ومن المنصف ان تقوم اللجان على اسس ثابتة تبتعد عن العشوائية تحتكم لمعايير عالية وشفافة ومراعاة الاخطاء التي وقعت بها اللجان المتعاقبة للنهوض بالأدب المحلي قدما ,اعترف لأني كتبت العديد من المقالات حول الموضوع كما كتب غيري ممن يهمهم الامر منهم من لم يتقدم ومنهم من تقدم ولم يحالفه الحظ , فحوى هذه المقالات حول مصداقية اللجنة او موضوعتها وقدرتها على الاختيار النزيه او اعتراضا على بعض الاسماء او الية العمل ,كتبت ميرا جميل من القدس في صحيفة الاخبار عام 2008 نقلا عن عضوة في اللجان السابقة ان اعضاء اللجنة لا يطلعون لا على الكتب و لا الاحرف التي ترسل اليهم بل تقدم لهم قائمة تضم 15 اسما للمصادقة على 12 اسما منها !! واشارت الى ان العلاقات العامة لها الوزن الكبير , اننا نعرف الضغط الكبير الذي يتعرض لها اعضاء اللجنة من قبل اصحاب الشأن لكن اذا كان وجودهم لمجرد ديكور عليهم الاستقالة وكشف المستور , في عهد وزير الثقافة والرياضة السابق كنا نتوقع كونه اول وزير عربي يتولى منصب وزير ان يتحسن الوضع لكنه " زاد الطين بلة " فأعماله اغاضت الكنيست والنواب اليهود و المثقفين العرب على حد سواء , من خلال مجموعة قرارات عشوائية غير مدروسة فهو ميز بين الادباء وخلط بين انواع الابداع بصورة سخيفة وعمل على فوز اكبر عدد من حملة الاقلام من منطقته , وقدم بعض الادباء العرب لوائح اتهام في المحاكم الاسرائيلية ضده بسبب زج اسمائهم في كراسة اصدرتها وزارته او كونهم من الفائزين بالجائزة مثل الشاعر تركي عامر او اعضاء في احدى اللجان بالطبع حرص على ادخال اكبر عدد من اعضاء حزب العمل في هذه اللجان الثقافية , كذلك اجبره اعضاء الكنيست على سحب كتاب عرضه عليهم حول الرياضة في اسرائيل , لكنه تجاهل احداث رياضية هامة تخص الوسط اليهودي بعد ان كان الكتاب صدر بحلة جميلة وكلف مئات الالاف من الشواقل , لكن المشكلة ليست بالوزراء فقد ترك مجادلة منصبه بحكم تقلب السياسة , مع انه كان من الاجدر ان يتولى الوزارة عربي اكاديمي مثقف له اسمه بعيدا عن الحسابات الحزبية وتجنيد الاصوات ليمثل الاقلية العربية بشكل مشرف وتحقق الوزارة في عهده انجازات كبيرة , الوزير السابق كان بعيدا عن الحركة الادبية والثقافية واقتصر اهتمامه وشغفه بالرياضة ,اما بالسبة للجان اننا نعرف القليل عنها بحكم دستور الجائزة الذي يطلب ان تكون الاسماء سرية وقراراتها محصنة وغير قابلة للاستئناف !!! أي منزلة ,لكن من خلال محادثات ومراسلات مع اعضاء في اللجنة وتصريحات في وسائل الاعلام مع اعلانهم للأسماء الفائزة ,والكلمات في احتفال التكريم , من المفروض ان لا يشارك العضو في اللجنة لأكثر من سنتين وهذا البند طبعا لم يطبق دائما ,وان لا يتقدم عضو اللجنة خلال سنتين للجائزة , لكننا لاحظنا ان بعضهم كان عضوا في الجائزة ثم ما لبث بعد عام او عامين ان حصل عليها , وبعضهم حصل عليها اكثر من مرة , اذا كانت الجائزة معنوية كما صرح القاضي المتقاعد فارس فلاح , لماذا تمنح اكثر من مرة لنفس الكاتب هل معنوياته تآكلت ؟ اما اذا كانت مالية قد يكون ماله نفذ وهذا شيء اخر ,اذا تقدم قريب لعضو من اعضاء اللجنة للجائزة مثل اخ او زوج او صديق حميم او ابن عم ؟ كيف يتصرف ؟ في حفل التكريم للفائزين والذي جرى في اكاديمية القاسمي عام 2008 صرح الاديب الكبير حنا ابراهيم والذي نحترم به صدقه وصراحته اشار الى ان اللجنة لم تتوافق الا على 4 اسماء من اصل 8 اما البقية اما حصلوا على صوت او اثنين حتى يفوزوا , بعابرات يكفي ان يطرح احد الاعضاء اسمك كي تفوز !!! ويكفي ان يتجاهلك احدهم حتى يتم الاقصاء , الا تستشيط غضبا عندما تقرأ ان احد الكتاب الكبار حصل على الجائزة وقيمتها 20000 واخر بالكاد نسمع عنه يحصل على مبلغ 50000 ربما جاره الباب على الباب لا يعلم انه يتعاطى الادب , انها مهزلة ومسرحية بلا مخرج محترف , الا يحزنك ان يتم تجاهل الكثير من الاقلام الجادة ؟,وبالمقابل تلميع بعض الوجوه الباهتة والتي لا وجود علها على الساحة الادبية ؟, الا يستفزك النظام والشفافية في الجائزة الموازية للوسط اليهودي وكتاب اللغة العبرية ؟ .
- لا يعتقد البعض ان الذين ينتقدون ويكتبون حول الجائزة لأنها لم يفوزوا , بل ان العديد منها لا يتقدمون لها اصلا , لكن لديهم حرقة على الحركة الادبية ,صحيح اني تقدمت للجائزة لعام 2011 والتي كانت محتجبة لمدة عام وكنت من المطالبين بالإعلان عنها لان الوزارة خصصت ميزانية لها , وبكل سذاجة ارسلت كرتونة فيها اكثر من 10 كتب توزعت على الشعر والنثر والبحث التاريخي والترجمة والمقالات والقصائد المترجمة الى عدة لغات , لم اجد 5 من الكتب التي اصدرتها لأنها نفذت فقد ارسلتها مرارا للجان المتعاقبة , ولست ارى أي ضرورة بإرسال جميع الكتب كل مرة لنفس اللجنة , وخاصة اذا عرفنا انها فقط للزينة , وطبعا كي لا ينكروا او يدعوا انها وصلت بعد الوقت المقرر اطلب ان اتلقى اشعارا من سلطة البريد حال استلامهم للرزمة , ولست افهم لماذا لا ترسل اللجنة رسالة للكاتب انه طلبه وصل ولماذا لا يستلم جوابا على النتيجة لتبرير فوزه او عدمه ربما حدث هنالك لبس معين او اخطاء معينة ويمكن تداركها . لجنة عام 2011 لم تنظر الى اكثر لنصف الطلبات بسبب تأخر وصولها هل حقا اللجنة اعلمتهم بذلك قبل الفرز ؟؟! وهل اعيدت اليهم النماذج والكتب ؟ كي يستعدوا لجولة اخرى !!!. قصارى القول ان جائزة الابداع الادبي فقدت قيمتها الادبية والمعنوية والمادية , ومن يطالب الادباء بالإبداع عليهم الابداع في التعامل مع الطلبات والكتب والادباء والشفافية الموضوعية في التعامل واغلاق كافة الثغرات التي اشرت اليها واشار ايضا غيري اليها اذا كانت النية حقا دعم الحركة الادبية المحلية وتقدير الكتاب . وانا استغرب لماذا لا تجرى تحقيقات صحفية مستقلة حول العبث بالأدب المحلي وتقزيمه والخروقات التي لا تنتهي , وليس من باب الصدفة رفض اسرة الشاعر الكبير الراحل محمود درويش ان تحمل هذه الجائزة اسمه عام 2008 في عهد وزير الثقافة السابق غالب مجادلة , لانها كانت سوف تسيئ له وتجلب للعائلة صداع دائم , ولست متيقنا من ان اعضاء اللجنة على اطلاع ومتابعة الحركة الادبية في البلاد او على الاقل يتابعون ما ينشر عن مثالب الجائزة او حتى مناقبها ليتم تخطيها وتجاوزها , وهذا ما يفسر ربما تكرار الاخطاء وتكريسها , حقا عشنا وشفنا العجب في جائزة الأدب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق