عودة بشارات،
المرحومة تمام مكحول. رواية. يافة الناصرة: إصدار بشارات للنشر، ٢٠١٨، ٢١٨ صفحة من القطع المتوسط. تحرير لغوي: زكريا
حسن.
هذه هي الرواية
الثالثة للأديب والكاتب الصحفي عودة بشارات ابن قرية معلول الساكن في يافة الناصرة.
كانت الأولى ”ساحات زيتونيا“ الصادرة عام ٢٠٠٧ والثانية ”دنيا“ التي صدرت عام ٢٠١٥. ما أثبت على تظهير هذه الرواية يلخّص
حبكتها.
”امرأة أو على الأصح ذكرى امرأة تأتي
لتحتل موقع الصدارة في حياة رجل متزوّج، في نهاية العقد السادس من حياته. بذرة
ميّتة على هامش حقل تعود من فنائها لتنتصب شجرة عملاقة وتفيء عليها وعلى عائلتها،
ولتَسِم مستقبلها ومستقبل زوجها وعائلتها ببصمتها. لا يمكن السماح لذلك أن يحدث،
قالت في نفسها، ولكنه يحدث“.
تبدأ الرواية من
نهاية تمام مكحول (نُقحرت !Tammam Mukehoul) على هذه الأرض، من إطّلاع جواد عبد الله في
أواخر عقده السادس من العمر على إعلان وفاتها، وفاة تمام التي وقع في شرك حبّها
قبل ثلاثين عاما. هذا الحدث يزعزع أركان حياة عائلته، زوجته سلمى وأبنائه الثلاثة
سهام الطبيبة وشادي خارج البلاد وأسامة. بدأ جواد بتقصّي محطّات حياة تمام في
البلاد وخارجه في بوسطن حيث أقامت هناك سنتين مع زوجها اليهودي داني تسادوك
معلّمها في دورة الحسابات والذي أخذ بمزاولة التجارة في أمريكا. في رحلته البحثية
عن ماضي تمام تغيّب جواد عن منزله شهرًا من الزمان وجمع ما تيسّر له من معلومات
حول تمام من ثلاثة مصادر: جانيت صديقة تمام وهي ابنة خالتها التي احتفظت بمذكّرات
تمام، وسامية صديقته القديمة وداني زوج تمام. تبيّن أن تمام بعد علاقتها الأولى مع
جواد عبد الله أقامت علاقة مع سمير فوزي، مناضل أسير اتّهم بتجاوزات أمنية وسجن
مدّة خمس سنوات ثم غادر إلى أوروبا وعمل في إحدى سفارات فلسطين هناك. وجاءت جملة
جواد الحبلى بالمعاني ردًّا على طلب سامية للتوقف في نبش الماضي: ”لا أعرف، ولكني
وجدت ان العالق في وسط البحر الهائج يبحث عن الميناء، بينما المنتظر على الميناء
يتوق الإبحار“ (ص. ٢١٨).
من المواضيع التي
طرقت: مرحلة التقاعد لدى العرب ومعيشتهم؛ وجود العرب في البلاد وعلاقتهم باليهود؛
زواج يهودي بعربية لا يدوم؛ الماضي والحاضر، طلبة الجامعات، المجتمع اليهودي
والمجتمع العربي، المرأة والاقتصاد. ومن الأمور التي كان من المحبّذ التطرق إليها
في الرواية ببعض التفصيل على الأقلّ: علاقة جواد وسلمى مع أولادهما الثلاثة؛ علاقة
الزوج مع زوجته؛ لماذا فشلت علاقة جواد بتمام اللي كانت شايفة حالها شوي، ص. ١٦؛ علاقة تمام بسمير؛ تطوير وتعميق الحوار بين
تمام وداني اجتماعيًا وسياسيًا وثقافيا؛ موقف أهل تمام من زواجها بيهودي وسفرهما
إلى خارج البلاد؛ فعل خال تمام المشين بها؛ موضوع الحبّ بين الأعداء؛ خلفية انفصال
تمام عن داني وعودتها إلى مسقط رأسها.
هذه هي أسماء
الشخصيات الواردة في الرواية وهي قليلة إذا ما قورنت بعددها في الرواية الثانية
”دُنيا“ وهي وفق ورودها: جواد عبد الله، تمام مكحول، سهام، شادي، أسامة، أدهم
سعيد، أبو حسن، سامية باقي، هادية، سناء، جانيت، الأستاذ سليم، داني تسادوك، سامي
خال تمام، وردة خالة تمام، حازم، نادية زوجة حازم، سمير فوزي، سحر، سارة أم داني،
حاييم، أفراهام. الشخصيات الرئيسية: جواد، تمام، جانيت وداني.
وكعادته يُطعِّم عودة
بشارات روايتَه بأقوال وأمثال وعبارات عامّية أولا وترد بين معقوفتين وأخرى
معيارية لفتت نظري ثانيا مثل:
أ) فش اشي بحرز يا
زلمة!، ص. ٦؛ قلة الشغل بتعلم التطريز، ٩؛ عال العال، ١٣، ٦٥؛ بدل عجقة البيت، ١٤؛ كانت شايفة حالها شوي، ١٦؛ اللي خلف ما مات، ٢٠؛ كنها ضيقة نفس، ٢٤؛ لا قدامي ولا وراي، ٤٣؛ قطع الحكي، ٤٩؛
الزناخة، ٥٠؛ معلش كلها خمس دقائق، ٥٤؛ مالك؟ مش على بعضك، ٧٥؛ إسا بتفزّ زي القردة، ١٠٠؛ خليها تشرب من طاسة الرعبة، ١٠١؛ شو عليك، لا همّ ولد ولا هم زوج، ١٥٥؛ إن خليت بليت، ١٦١؛ جايين مقطعين موصلين وبدهن يعملوا علينا
اسياد، ١٦٤-١٦٥؛
ولعنتم ابو ابونا، ١٨١؛
عيش وخلّي غيرك يعيش، ١٩٤؛
أمشي الحيط وقل يا رب السترة، ١٩٩؛
عشرة عمر، ٢٠٦؛ طيّر العش، ٢١٥.
ب) مناديل الورق، ص. ٦؛ لم
تسمع بهذا الاسم قبلًا، ٧؛
من أين خرجت لها تمام (يبدو بتأثير العامّية، طلعتلا)؟، ٩؛
وفكرة لحوحة تراوده، ١٠؛
ربضت بثقلها على صدره؛ ١١؛
ارتفعت معاميل كبيرة تم غلي القهوة السادة بها، ١٧؛ النفخ في جمر الحزن وجعله لهبًا، ٢٣؛ بانتظار القادم الجديد، ٢٦؛ وشعر بكثافة انوثتها، ٣٦؛ رسالة نصية، ٤١، ١٤٨؛ هل
هنالك ما يزعجك؟، ٤٧؛
لا تكفّ عن الحضور إلى ذهنه (ربّما كان من الأفضل القول: لا تغيب عن ...)، ٥٢؛ هكذا هو عادة يختار الطاولة في المطعم، ٥٣؛ سألته، ناشلة إياه من هذا التفكير، ٥٤؛ الهاجس اللحوح، ٥٦؛ واغتسلت بالماء الحار، ٥٦؛ قرص الغاز، ٥٧؛ في اشكال لا نهاية لها لتخرج (تأثير عامي: بتطلع
منها؟) منها وجبات متميزة، ٥٧-٥٨؛ نعم إنها غائية، ٦٢، ١٨٤؛ ثم اقتحمه ارتباك مفاجىء، ٦٨؛ الفرن المصنوع من الطين (يريد: الوقّادة؟)،
٧٨؛ وقال بصوت مخدوش، ٨٠؛
خرج للتقاعد، ٨٦؛
وجودك في أجر المرحومة، ٩٢؛
كان يهتم (يريد: حرص؟) أن لا يشاهده أحد، ١٠٨؛ المكيّف الهوائي، ١١٨؛ لماذا أركل سعادتي برجلي؟، ١٢٨؛ قال زميل صاحب حس نكته، ١٣٥؛ وقام بترتيب المائدة، ١٣٧؛ وادي النسناس، جزيرة العرب، ١٤١؛ ساتر ترابي، ١٤١؛ فصل الاندلاق والانتشار المزعج، ١٤٢؛ لست مجنونة ترتيب، ١٤٢؛ بعيون لم تذق طعم النوم، ١٤٤؛ وتأخذني سنة النوم، ١٤٤؛ تقديم يد المساعدة، ١٤٥؛ خبط العصا، ١٤٩، ١٥٥؛ متخم بالتاريخ والأحداث، ١٥٠؛ كانت تمام تصنع حياة مثيرة، ١٥١؛ كل الاشارات في قصتها تقول، ١٥١؛ لا يوجد لي مناص (تأثير عبري؟)، ١٥٣؛ أخذتني المفاجأة، ١٦٠؛ لا مكان للضعفاء في هذا العالم، ١٦٠؛ من يحتاج استعمال اللغة العربية هنا سوى
جهاز المخابرات، ١٦٣؛ فلا تستطيع ان تهنأ لا بلقمة العيش … ولا
حتى بفرح (بالمعنى العامّي: عُرس) ولا بسعادة الناس من حولك، ١٦٤؛ حسه الفكاهي (تأثير عبري؟)، ١٧٢؛ النفخ في قربة مثقوبة، ١٧٧؛ وهي تبرعت (أراد: تطوّعت) أن تحضر القهوة، ١٧٨؛
الوقاحة الإسرائيلية (تأثير عبري؟)، ١٨٢؛ الأمريكيون مرّبعون، ١٨٢؛ الاسعار متواضعة هنا، ١٨٣؛ الاهتمام بالولد سيحتجز (أراد: سيقيّد؟) حريتنا
بالسفر والسهر خارج البيت، ١٨٥؛
أريكة زاوية واسعة تريح النظر، ١٩٠؛
تدوير المربع، ١٩٤؛
قدرة العرب على التعامل مع الواقع لتغييره هو أخطر ما يواجهون، ١٩٦؛ لم يملك الوقت لكي، ٢٠١؛ وتناولنا العشاء وهذا هو، ٢٠٥؛ لا استطيع ان اعيش مع رجل مأسور بذكرى
امرأة، ٢٠٦؛ شال من وزنه بضع كيلوغرامات، ٢٠٨؛ صخرة ثابتة وسط الزوابع، ٢٠٨؛ لا أفضل من الصباح للشروع في بداية جديدة.
ومن جهة أخرى وقعت
أخطاء لغوية متنوّعة (نحوية بصورة خاصّة) غير قليلة بالرغم من وجود مدقّق لغوي
وهذه معضلة شائعة ولا بدّ من تقليصها بل والقضاء عليها بالكامل، كما هي الحال لدى
الأمم الراقية، ولدى دور النشر التي تحترم نفسها. كفى الاستهتار بسلامة ما تبقّى
للعرب في هذا الزمن التعيس قبل وبعد سنّ قانون الأساس، قانون القومية في الكنيست
في التاسع عشر من تموز الفائت. في بنده الرابع يلغي ذلك القانون اليميني المتطرّف
في الواقع مكانة الرسمية الصورية للعربية في البلاد، مسقط رأس العرب الفلسطينيين
قرابة المليوني نسمة.
أخطاء لغوية:
أوّلًا يجب التنويه
بظاهرة عامّة في الرواية وهي عدم وضع همزة القطع في مواضع كثيرة جدًا وينظر مثلا
في الصفحة ١٥٤: اعود للكتابة؛ فلا شيء افضل من؛ كما قرات
مرة؛ ولكن الاهم؛ هو اخفاؤها؛ أن املك لغة سرية؛ لا يعرفها احد سواي؛ ادوّن فيها
ذكرياتي.
اذا طلع من البيت
ولّلا بعده، ١٨، ١٩؛ طاولة الصالون الضخمة التي تم تغطيها
بشرشف، ٢٠؛ ارتدى ثيابًا خفيفة، بلوزة وبنطلون، ٢٩؛ سامية باقي اتصلت بي تتطلب رقم هاتفك؟، ٣١؛ خاف ادهم من يفقد صديقه الوعي مرة اخرى، ٣٢؛ ومع أن أخرين لم يهتموا، ٣٤؛ من خلال أسلوب كتابها، ٣٩؛ شعر أن فيها نوع من الشموخ، ٣٩؛ وقبل أن يجب على هذا السؤال ، ٣٩؛ لا داع للقلق ما دام هو موجود، ٤٢؛ ولكنه شعر أن هنالك شيء ما، ٥٢؛ يوجد شخص اريدك ان تتعرفي به، ٥٩؛ فاكتسى كبرياؤه بمسحة حزن، ٧٢؛ عندما جاء لأول مرة أخبرتهم جانيت، ٧٣؛ وظيفة في موضوع الانجليزي، ٧٦؛ وهنالك الكثيرين من لم يفعلوا، ٧٨؛ وهل هو فمهمها كذلك؟ ٨٢؛ شعرت ان هنالك شيء آخر، ٨٣؛ يحتاج جهدًا نفسيًا أكثر مما هو جهدًا
جسديًا؟ ٨٥؛ ان هنالك شيء يؤلمه، ٩٢؛ معها ولمّا لم تتفقان غادر كل الى حاله، ٩٣؛ ومع ذلك فكر أن لو صدره كان اكثر اتساعا،
من الممكن ان يكون مصير أفضل للعلاقة، ٩٤؛
اريد الذهاب إلى لبيت، ٩٩؛
لا شهية لها على الطعام، ١٠٠؛
الله يستر من أولاد الجحرام، ١٠١؛
سأكتب لها فيتامين مقوي، ١٠١؛
كما ان الحديث عن نفسها بصفة الغائب أثارت فيّ نوع من الفزع، ١٠٦؛ ابق معي وأعدك أن ابقى مبسوطًا، ١٠٩؛ اقترح ان يسيران سوية، ١١١؛ هاله قامتها وشاهد نهديها محفورين في
البخار، ١١٣؛ لست جائعة والشاي الذي احتسيته كافيًا، ١١٥؛ هذه حياتك وان حرة بها، ١١٦؛ معلقًا بين دنيتين: الحب والقلق، ١١٦؛ في
هذا السن، ١٢٠؛ وقالت ايضًا إن حالهما وهما مربوطين بمقعدي
السيارة، ١٢٢؛ كانت الاجواء حميمة وفعل كأسان من النبيذ
الأحمر، ١٢٣؛ كنز لا متناهِ من الوقت، ١٢٩؛ توجد حوانيت، مقاهي وحدائق عامة، ١٢٩؛ يتصل الى هاتف البيت، ١٣٣؛ تحدثت عن اسرتي، انني بقيت الوحيدة مع
والداي، ١٣٥؛ كانت الشقة صغير، ١٣٦؛ شعرت انني ذرة رمل في كون لا متناهي، ١٣٦؛ وضع اغان جميلة، ١٣٨؛ لا حاجة بك للسفر الى البيت، ابق هنا، اشرت
له بيدي علامة لا. فابتسم وقال:، ١٣٨؛
مثل كل امرأة، التي اضع القيود على يدي وليس الاخرون، ١٣٨؛ وأفكر في التهم التي من الممكن ان يوجهونها
له، ١٤٤-١٤٥؛
وكنت اعتقد أن والداي ما زالا يغطان في النوم، ١٤٥؛ رجلي في الهواء، اريد لرجلي ان تصلا الارض
الصلبة، ١٤٦؛ أغلقت النوافذ أغمضت عيناي، ١٤٦؛ شعرت ان ذلك نوع من الاهانة لها، ١٤٨؛ وربما قد يكون ماضٍ في علاقة غرامية، ١٤٨؛ إنشاء الله قريبًا، ١٤٩؛ شعرت أن هناك خطب ما، ١٥٢؛ ستعني مجالسته عدد لا ينتهي من المرات، ١٥٥؛ عندما نشعر أن هنالك امور غير مفهومة، ١٥٦؛ومرة قلت في نفسي هؤلاء اليهود لحوحين، ١٥٦؛ ابتسمت لهذه المبدئية التي تلائم شبان صغار
لا كبار في مثل سننا، ١٦٢؛
دروسك تجلب لي وجع رأس مماثل، ١٦٤؛
فبالتأكيد لن يكون هذا ”الأحد“ يهودي، ١٦٨؛
لم يستطيع اللحاق بإخوته، ١٦٩؛
أن أخوزه بجمل تثير فيه عدم الارتياح، ١٧٠؛
رجال إما فرادى او بصحبة زوجاتهم يرافقوهم في الرحلة، ١٧١؛ وسرعان ما انتقل الحديث للأبناء وهمومهم، ١٧١؛ لماذا أكبل نقسي في بيئتي، ١٧٥؛ كان كل واحد مشغول بنفسه، ١٧٨؛ لا عرف لماذا اشعر بأن الظلمة حادة اكثر، ١٨٠؛ حتى الهدوء الشامل وصمت المصغيين العميق، ١٨٦؛ لاحظ جواد ان هناك أمور، ١٩١؛ هذا لا ينفي حقنا ولا حق اللاجئين في
بالحصول على حقوقهم، ١٩٧؛
صمتا، ويظهر ان كل منهما، ١٩٧؛
كان جسمها موجود في امريكا، ٢٠٠؛
- تتركي وتذهبين الى أين؟، ٢٠٢؛
كان الحزن باد عليها، ٢٠٩؛
هذا اليس السبب، ٢١٦؛ هو في الخارج وليس من الدخل، ٢١٧.
وختاما ومع ما قيل
أعلاه أقول إنّي تمتّعت جدًّا في قراءة هذه الرواية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق