"مما لا شك فيه أن مستقبل أبنائنا التعليمي هو الهاجس والشاغل الأكبر لنا جميعا. حيث يطمح كل أب أن يحظى ابنه، بأفضل الأجواء التعليمية والتربوية ، وهذا مطلب شرعي، حيوي ومقبول. وعليه، ومن دافع الخوف عليهم وعلى مستقبلهم، نحاول جاهدين البحث والتقصي عن أفضل المدارس لإلحاق أبنائنا بها، فنرسلهم إليها إيمانا منا بأنها ستعينهم على النجاح المضمون،ضانين أن مستوى التعليم في القرية متدن، وأن المستوى خارج القرية أعلى، وأن النجاح هو الحصول على علامات عالية فقط وتحويل أبنائنا إلى "ماكنات للنجاح" في البجروت. الأمر الذي يؤدي إلى ارتحال العديد من طلابنا إلى خارج القرية، لكن ارتحال الطلاب أصحاب القدرات العالية إلى خارج القرية هو الذي يؤدي إلى هذه "الدائرة المغلقة". فيتدنى المستوى التعليمي ويرتفع في المدارس خارج القرية، أي أصبح "خيرُنا لغيرنا".
نحن كلجنة آباء نحب هذه القرية ونسعى إلى تقدمها بشتى المجالات وأهمها التعليمية. كذلك نحب أبناءنا ونريد أن نراهم ناجحين متفوقين، ونرى أن الحل ليس خروج عدة حافلات يوميا مملوءة بخيرة أبنائنا التلاميذ، متوجهة إلى مدارس البلاد من حولنا ونؤمن بالمقولة أن خير كفرمندا لكفرمندا، فلا تعطوا "خيركم لغيركم" ، فالطالب المتفوق هو الذي يرفع مستوى المدرسة حيثما كان، فإن بقيَ هؤلاء الطلاب في القرية فلا شك أنه سيتم "كسر هذه الدائرة" وعندها سيرتفع المستوى التعليمي بشكل تلقائي وأكيد. ولا يظن أحدكم أن مستوى المعلمين في مدارس القرى المجاورة أعلى من مستوى المعلمين في القرية، وأن الإمكانيات التقنية هي أفضل حالا، لا.
هنالك خطر محتمل من جانب آخر، يجدر أن يحسب حسابه الآباء، إذ عادة ما يرتحل الطلاب إلى بيئة جديدة غامضة، في هذه البيئة قد يجابه عادات لا تلائم بيئتنا ولا يمكن السيطرة عليها، وقد يكتسب منها ما لا يرضاه الأهل والآباء من تصرفات حيث يكون مهيأ للتأثر ممن حوله، فكثيرا ما سمعنا عن بعض من الطلاب كانوا متفوقين وبسبب ارتحالهم إلى خارج القرية تدنى هذا المستوى إلى فشل ذريع، فعدم معرفة الواقع تؤدي إلى نتيجة خاطئة.
وعليه ومن دافع المسؤولية والغيرة نناشد أهلنا بأخذ دورهم ومسؤولياتهم بالاهتمام أكثر بمصلحة هذه البلدة. مع إيماننا بقدراتنا ومدارسنا ومعلمينا والتكاتف جميعا على التحسين ورفع المستويات التعليمية مما يزيد الروابط والانتماء إلى مؤسساتنا التعليمية مركزين على معنى التربية والأخلاق والدين وتربية الجيل الصاعد للقيادة والريادة ليكون صاحب فكر وطموح وأحلام وإبداع لمصلحة القرية والمجتمع العربي .
والله وليّ التوفيق
لجنة أولياء الأمور المحلية – كفر مندا " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق